الخميس، 2 مايو 2013

العمره



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله...وبعد:
فهذه رسالة تحتوي على بيان صفة العمرة، وقد تحريت فيها أن تكون وفق سنة النبي الصحيحة، وأن تكون بأسلوب سهل واضح، مع التنبيه على كثير من الأخطاء والمخالفات التي يقع فيها بعض المعتمرين

.
أخي المسلم: ورد في فضل العمرة نصوص كثيرة منها: حديث أبي هريرة أن النبي قال: { العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة } [متفق عليه].
وهل تعلم أيها القارئ الكريم أن العمرة في رمضان تعدل أجر حجة، وليس كأيّ حجة، بل حجة مع النبي . فتأمل معي حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما رجع النبي من حجته قال لأم سنان الأنصارية: { ما منعك من الحج؟ } قالت: أبو فلان - تعني زوجها - له ناضحان (أي جملان) حجَّ على أحدهما، والآخر يسقي أرضاً لنا. فقال لها النبي : { فإذا جاء رمضان فاعتمري، فإن عمرة فيه تقضي حجة معي } [متفق عليه].
وإليك الآن صفة العمرة:

أولاً: الإحرام من الميقات: اغتسل، وطيِّب بدنك كالرأس واللحية - ولا تطيب لباس الإحرام، فإن أصابه طيب فاغسله - وتجرد من المخيط، والبس رداءً وإزاراً أبيضين ونعلين، (الشمسية والنظارة والخاتم والساعة والحزام، كل ذلك جائز للمحرم).
أما المرأة فإنها تغتسل ولو كانت حائضاً، وتلبس ما شاءت بشرط أن يتوافر في اللباس جميع شروط الحجاب؛ فلا يظهر منها شيء، ولا تتبرج بزينة، ولا تتطيب، ولا تتشبه بالرجال.
فإن لم يتيسر أن تقف عند الميقات - كالمسافر بالطائرة - فاغتسل من بيتك، فإذا حاذيت الميقات فأحرم، وقل: { لبيك عمرة }. وإن خفت ألا تتمكن من إكمال النسك لمرض أو نحوه فقل: { فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني } ثم ابدأ بالتلبية حتى تصل مكة. والتلبية سنة مؤكدة للرجال والنساء، ويسنُّ للرجال رفع الصوت بالتلبية دون النساء، وصفة التلبية: { لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك }. ويسنُّ الاغتسال قبل دخول مكة إن تيسر ذلك.

تنبيهات:

1 - يعتقد البعض أن ثوب المرأة للإحرام محدد باللون الأخضر أو الأسود أو الأبيض؛ وهذا غير صحيح؛ فإنه لم يثبت في تحديد لون الثوب شيء.
2 - التلبية الجماعية بصوت واحد التي يفعلها بعض المعتمرين والحجاج بدعة، لم تثبت عن النبي ولا عن أحد من أصحابه. والصواب أن يلبي كل معتمر أو حاج بصوت منفرد.
3 - لا يلزم أن يستمر المحرم رجلاً كان أو امرأة في الثوب الذي أحرم فيه طيلة النسك، بل يجوز أن يغيره متى شاء.
4 - على الحاج أن يحرص على ستر عورته؛ فإن بعض الرجال قد تنكشف عورته أمام الآخرين أثناء الجلوس أو النوم وهو لا يشعر. 5 - تعتقد بعض النساء جواز كشف الوجة أمام الرجال ما دامت محرمة، وهذا خطاً، والواجب تغطيته؛ ومن الأدلة على ذلك:
أ قول عائشة رضي الله عنها: ( كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله محرمات، فإذا حاذوا بنا أسدلت إحدانا جلبابها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه ) [أخرجه أحمد وأبو داود وسنده حسن].
ب وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: ( كنا نغطي وجوهنا من الرجال، وكنا نمتشط قبل ذلك في الإحرام ) [أثر صحيح أخرجه الحاكم وغيره].
6 - محظورات الإحرام:
إذا أحرم المسلم بالحج أو العمرة حرم عليه أحد عشر شيئاً حتى يتحلل من إحرامه وهي:
1 إزالة الشعر.
2 تقليم الأظافر.
3 استعمال الطيب.
4 قتل الصيد البري، أما البحري فجائر.
5 لبس المخيط ( على الرجال دون النساء ) والمخيط هو المفصل على البدن كالثوب والفانيلة والسراويل والقميص والبنطلون والقفاز والجوارب. أما ما فيه خياطة ولم يكن مفصلاً فلا يضر المحرم؛ كالحزام أو الساعة أو الحذاء الذي فيه خيوط.
6 تغطية الرأس أو الوجه بملاصق ( على الرجال ) كالطاقية والغترة والعمامة والقبعة وما شابه ذلك؛ ويجوز الاستظلال بالشمسية والخيمة والسيارة، ويجوز حمل المتاع على الرأس إذا لم يقصد به التغطية.
7 لبس النقاب والقفازين ( على المرأة ) فإذا كانت أمام رجال أجانب وجب ستر الوجه واليدين بغير النقاب والقفاز، كسدل الخمار على الوجه وإدخال اليدين في العباءة.
8 عقد النكاح.
9 الجماع.
10 المباشرة لشهوة.
11 إنزال المني باستمناء أو مباشرة.
ثانياً: إذا وصلت إلى المسجد الحرام فقدم رجلك اليمنى قائلاً: ( باسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم افتح لي أبواب رحمتك )، ( أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم ) وهذا الدعاء يقال عند دخول سائر المساجد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق